عناية الإسلام بجمال النفس : الحياء والتواضع



العنوان : عناية الإسلام بجمال النفس : الحياء والتواضع


المحور الأول : الحياء :
1 – مفهوم الحياء :
الحياء في اللغة تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به .
وفي الشرع هو خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق كل ذي حق . أو هو صفة تنقبض بها النفس عن القبيح .
والحياءمن أهم الأخلاق التي حث الإسلام على التحلي بها ، فهو خلق هذا الدين وقرينالإيمان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحياء والإيمان قرناجميعا
، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر " .
كما أن وجود الحياء دليل على رضا الله تعالى ، وانعدامه دليل على سخطه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا أراد الله أن يهلك عبدا نزع منه الحياء " .
2- أثر الحياء في جمال النفس :
يصونالحياء المسلم من ارتكاب الأفعال القبيحة ، ويقي لسانه من نطق الكلامالبذئ ، ويمكنه من مراقبة خوالجه وخواطره ، فتصفو مشاعره وتستقيم جوارحهوتصلح أفعاله .فيغدو محبوبا بين الناس يألفهم ويألفونه ، ويهابون الزلل فيمجلسه ويسارعون إلى فعل الخيرات ، وبهذا يسمو بجمال نفسه إلى درجة الفضيلةفيستحق حب الله تعالى وحب الناس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحياء لايأتي إلا بخير " .
المحور الثاني : التواضع :
1- مفهوم التواضع :
التواضع هو خصلة تناقض الكبر والتعالي ، وتتمثل في عدم الترفع عن الناس أو الافتخار عليهم بالمال أو الجاه أو النسب.
أو هو التذلل والليونة وتقدير آراء الآخرين وتجنب الغلو والعلو .
وقد أثنى الله تعالى على المتواضعين فقال : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا " .
وبالمقابلذم الله تعالى المتكبرين فقال سبحانه : " فبيس مثوى المتكبرين " وقال رسولالله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة منكبر " .
2- مظاهر التواضع وأثره
من مظاهر التواضع :
- القصد في المشي
- خفض الصوت عند الحديث
- مخاطبة الناس بغير استعلاء ولا انتظار شكر أو إطراء
- الزينة في غير بطر ولا تكبر
- إفشاء السلام
- التحدث إلى الفقراء وإجابة دعوتهم كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
- التبسم وطلاقة الوجه في غير تكلف ولا تصنع

فإذاتحلى المسلم بخلق التواضع رفع الله منزلته عنده وازداد تقدير الناسومحبتهم له ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مازاد الله عبدا بعفوإلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله "